يزخر لبنان مؤخرا بمواسم إصدار طوابع بريدية لعدد من الشخصيات الراحلة والحاضرة، للأثر الكبير الذي تركته في مجالات عدة، منها سياسية وفنية وثقافية واجتماعية، وغيرها.
فبعد إصدارات حصلت بالجملة هذا العام لـ15 شخصية اقترن اسمها بتاريخ لبنان، وبالتحديد برجال استقلاله أمثال الراحلين كميل شمعون، وصائب سلام وعبد الحميد كرامي، وغيرهم، فقد تم أيضا إصدار طابع بريدي تكريمي للفنان الراحل نصري شمس الدين لمناسبة مرور 90 عاما على ولادته. في حين تم تكريم الراحلة زلفا شمعون (زوجة رئيس الجمهورية الراحل كميل شمعون)، بصفتها وجها نسائيا لعب دورا أساسيا في مجال السياحة. كما كان قد تم إصدار طوابع بريدية خاصة بجامعة الحكمة في مناسبة مرور 140 عاما على تأسيسها. وفي هذا الإطار أيضا، ولأول مرة في لبنان، تم إصدار طابع بريدي لكارلوس غصن (يترأس أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم)، مفتتحا بذلك خانة تكريم رجال الأعمال من خلال طابع حمل اسمه لإنجازاته التي أبهرت العالم وهو صاحب الجذور اللبنانية. وعبّر غصن عن تأثّره بهذه المبادرة التي يقف وراءها كل من وزارة الاتصالات وشركة «ليبان بوست».
أما آخر العنقود في هذا المضمار، فكان إصدار طابع بريدي تذكاري للأديب اللبناني الراحل ميخائيل نعيمة، بعد موافقة وزارة الاتصالات على هذا الطلب الذي تقدّمت به مؤسسة الدكتور وديع الحاج ممثلة برئيسها رازي الحاج. «لقد سبق وتم تكريم الأديب الراحل في السبعينات في حقبة رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجية وفقدت من الأسواق، وكان من البديهي أن نعيد هذا الإصدار ونعرّف أبناء الجيل الجديد عليه، خصوصا أنه من مواليد بلدة بسكنتا التي تحتضن مؤسسة دكتور وديع الحاج». يوضح رازي الحاج، نجل الدكتور الراحل وديع الحاج، لـ(«الشرق الأوسط») صاحب المؤسسة ورئيسها.
ففي الذكرى السنوية الثامنة لقيام هذه المؤسسة جاء إصدار هذا الطابع ليعنون واحدة من نشاطاتها التي تقيمها ضمن برنامج خاص في 8 سبتمبر (أيلول) الحالي.
«كنّا قد تقدّمنا بهذا الطلب إلى وزير الاتصالات السابق بطرس حرب، إلا أن الإجراءات الروتينية التي ترافق هذا النوع من القرارات وظروف تغيير الحكومة آخر موعد صدور الطابع حتى اليوم».
نحو 50000 طابع أصدر، وقد كانت حصة المؤسسة المذكورة منها نحو 10000 طابع، ستُعرض ويجري التداول بها في السوق لأول مرة في احتفالات المؤسسة المقبلة.
«عادة ما توقّع الجهة المتقدمة بطلب لإصدار الطابع التذكاري على تعهد رسمي يقضي بشرائها الثلث من الحد الأدنى للكمية الصادرة؛ وذلك وفق البند الثالث من قرار مجلس الوزراء، وهو الأمر الذي نفّذناه. وسنوزّع هذا الطابع على الحضور في الاحتفال السنوي الثامن لمؤسسة دكتور وديع الحاج، الذي سيجري في بلدة بسكنتا مسقط رأس الأديب الراحل، فيكونون أول من يحصل عليه».
وحسب وزارة الاتصالات، فقد حددت فترة ستة أشهر للتداول به في الأسواق، على أن يُباع هذا الطابع التذكاري في جميع المكاتب البريدية. ويحمل الطابع صورة الأديب الراحل واسمه وهو من فئة 250 ألف ليرة.