اعتبر اليوم رئيس حركة المستقلّون ومنسّق مركز تخطيط ونمو (متن) رازي وديع الحاج أن ما يجري في لبنان هو من القضايا الأشد خطورة وغير المألوفة في العالم، إذ لم نرَ أي بلدٍ يعجز فيه السياسيون عن انتخاب رئيس للجمهوريّة. وقال إن "المطلوب اليوم ليس رأياً فقط، إنما اتخاذ موقف جامع وموحّد لإعادة التوازن السياسي إلى رأس هذا الهرم واستعادة الجمهوريّة إلى مكانها الصحيح".
كلام الحاج جاء في مقابلة معه ضمن برنامج "الخطّ المباشر" عبر إذاعة لبنان الحرّ والذي يقدّمه الإعلامي فادي ناكوزي. وحول قضيّة النازحين السوريين، أشار إلى أنه "ما قبل بدء النزوح إلى لبنان، طرحنا قضية عادلة اسمها العاملين السوريين في لبنان من ناحية المساواة مع أي عامل أجنبي آخر وبالتالي يجب تفريق العامل السوري والذي ينافس اللبناني عن أي نازح، بإلزامه الحصول على إجازة عمل وذلك من أجل الحفاظ على العدالة الاجتماعيّة". وقال إن "لبنان لا يمكنه استيعاب المزيد من النازحين. ويجب إيجاد مقرّات على الحدود ومخيّمات تكون تحت رعاية الأمم المتحدة التي عليها أن تتولّى توزيع المساعدات عليهم منعاً لوقوعنا في أخطار تؤثّر على النسيج الاجتماعي والتعليم والبيئة".
إنماء المتن
وبالحديث عن قضاء المتن، اعتبر الحاج أن المتن هو من أكثر الأقضية حرماناً، فلا فرص عمل ولا مراكز تربويّة ولا نقل مشترك. وهو يقع في الوسط، وفيه 60 بالمائة من الحركة الاقتصادية وهو بالتالي بحاجة إلى إنماء أكثر من غيره، من بنى تحتيّة ومستشفيات وغيرها".
وأضاف أن مؤسسة الدكتور وديع الحاج ومركز تخطيط ونمو "متن" قدّما نموذجاً للعمل يمكن الاحتذاء به، فعلى سبيل المثال يخدم مستوصف مؤسسة الدكتور وديع الحاج اليوم بسكنتا و7 قرى مجاورة وهو الأكبر في المنطقة على الرغم من الإمكانيات المحدودة جداً، متسائلاً: "إذا باستطاعة مؤسسة أن تقوم بعمل كهذا، فكيف بالحريّ إذا تكاتفت الدولة على صعيد الوطن؟"
وعن مشاريع مركز متن، قال إن آخرها كان إطلاق مشروع توأمة بين بلديات المتن الشمالي وبلديات فرنسا، وذلك بالتعاون مع مكتب الأرز للاستشارات والذي سيعلن عن تفاصيله في مؤتمر صحافي في تشرين الأوّل المقبل، مشيراً إلى أن الهدف من ذلك، إعطاء البلديات دوراً أكبر من تأهيل الطرقات تحقيقاً للامركزية الإداريّة ضمن مشروع تطبيقها على صعيد لبنان.
وشدّد الحاج على أنه من غير المقبول أن تكون مداخل المتن كلّها زواريب، وقال إن أهالي جل الديب اعتصموا باسم كل اللبنانيين رغم كل الاعتراضات السياسيّة لأنهم يريدون مداخل لائقة للمتن. وأضاف في هذا السياق، أن مركز "متن" قام باجتماعات مكثّفة لإيجاد حلّ ولا يزال مثابراً، "ونحن بتنسيق مع الأهالي، سنضغط من أجل تحقيق مطالبنا، وفي غضون الأسابيع المقبلة سنتحرك إذا لم نلقَ أي جواب". وعقّب على ذلك بالقول إن "مركز متن يعمل بطريقة عمليّة، ولا نعلن عن أي مشروع إلا بعد دراسة شاملة وكاملة حوله. ونحن على دراية كاملة بما يحتاجه القضاء، وسوف يعلن المركز عن كل مشروع بعد توفّر كل المعطيّات اللازمة والحلول التي يمكن وضعها وكيفيّة تطبيقها".
الطبقة الوسطى هي الحلّ
واختتم رازي الحاج بالقول إن "الواقع الاقتصادي والاجتماعي لا يمكن إصلاحه باتصال هاتفي على غرار المشاكل السياسيّة. فلا حلّ سياسي ولا حلّ لبناء مجتمع مدني إلّا بإعادة إحياء الطبقة الوسطى التي هي عصب المجتمع، والتي شكّلت في عام 1975 أكثر من 70 بالمائة وقد تمّ ضربها عن سابق تصوّر وتصميم". وأشار إلى أن حركة مستقلّون هي حركة سياسيّة، شبابيّة، مستقلّة تملك مشروعاً لبناء الدولة يقوم على ثلاثة أسس هي: إحياء الطبقة الوسطى؛ بناء المواطنيّة؛ والحياد الإيجابي. فالمستقلّ هو من لديه آراء ومبادئ، فهو الذي يرى الصح والخطأ داخل حزبه وبيته وعمله ومجتمعه ولا يسكت عنه".